خطبة عن يوم عاشوراء – خطبة مكتوبة عن: “يوم عاشوراء: صيامه، وبدعه، والمخالفين للشرع فيه، وما يستفاد مِن أحاديثه “. – موقع: &Quot;عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد&Quot; العلمي

September 25, 2021

إنَّه لا علاقة بين صوم يوم عاشوراء ومقتل الحسين بن علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنهما ــ، والذي كان في عام واحد وسِتين مِن الهجرة، بل صيام يوم عاشوراء كان معروفًا منذ زمن الجاهلية قبْل مبعَث النبي صلى الله عليه وسلم، وإنَّما نَصومه شكرًا لله تعالى على نجاة نبي الله وكليمه موسى ــ عليه السلام ــ مِن عدو الله فرعون وجُنده، والذي شَرَعَ لنا صيامه شكرًا لله هو النبي صلى الله عليه وسلم، ولو لم يَشْرَعْهُ لَمَا صُمناه، وقد صحَّ عن أمِّ المؤمنين عائشة ــ رضي الله عنهما ــ أنَّها قالت: (( كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ صَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ)). وصحَّ عن ابن عباس ــ رضي الله عنهما ــ: (( أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟» فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ»)).

خطبة مكتوبة عن: “يوم عاشوراء: صيامه، وبدعه، والمخالفين للشرع فيه، وما يستفاد مِن أحاديثه “. – موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي

نَرى هذا في الصغار والشباب والكِبار، والذُّكور والإناث. ومِن هذه الدروس: أنَّ الأحداث والوقائع والانتصارات الحاصلة لأهل الإسلام قديمًا وحديثًا لا تُتخذ أعيادًا ولا مأتمًا، فما اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم نجاة نبي الله موسى ــ عليه السلام ــ، وهلاك فرعون وجُنده، يوم عيد واحتفال، ولا يوم فتح مكة، وغيرها مِن الانتصارات، ولا اتخذ الصحابة ــ رضي الله عنهم ــ وبَقِيَّة السَّلف الصالح يوم مقتل الأئمة: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، ولا غيرهم مأتمًا، ولا صاموا يوم عاشوراء شكرًا لله تعالى على نجاة نبيه وكليمه موسى ــ عليه السلام ــ إلا لأنَّ نبيَّهم صلى الله عليه وسلم شَرَع لهم صيامه شكرًا لله، ولو لم يَشرعه لَمَا صاموه. وإنَّما جاءتنا هذه العادات المخالفة للشريعة عن أهل الكُفر بجميع مللهم، وعن أهل الضلال والانحراف مِن الباطنية والنُّصيرية والرافضة وغلاة الصوفية وأضرابهم، فهم مَن جَرَت عادتهم على إقامة الاحتفالات والمآتم بِحُلول الحوادث، ووقائع الأيام، وتَغَيُّرات الأحوال. لقد ضَلَّ في التعامل مع يوم عاشوراء طائفتان: الطائفة الأولى: الذين جعلوا يوم عاشوراء يوم مولدٍ وفرَحٍ وتوسعة على الناس والعِيال بالأطعمة والمال والحلويات والألبسة، وكأنَّه يوم عيد، كما هو فِعْل أعداد مِن الصوفية، ومَن قلَّدهم مِن جهلة أهل السُّنَّة.

نفعني الله وإيَّاكم بما سمعتم، وبارك لنا فيه، إنَّه سميع مُجيب. الخطبة الثانية:ـــــــــــــــــ الحمد لله أوَّلِ كلِّ مَقَال، ولله الْمَنُّ والإِفْضَال، وصلَّى الله على محمد النَّبي المُختار، وعلى آله وأصحابه الطيبين الأخيار، وسلَّم تسليمًا، وبالله نستعين، وهو حسبنا ونِعْم الوكيل. فإنَّ أحاديث صوم يوم عاشوراء كثيرة، بل قد بلغت مبْلغ التواتُر كما ذَكر غير واحد مِن أهل العلم، وإنَّ الدروس المستفادة مِنها لعديدة: فمِن هذه الدروس: حرص الشريعة الإسلامية على تَمايز المسلم عن الكافر في أحواله، وأقواله، وأفعاله، حيث دعته لمخالفة اليهود في الصيام، باستحباب صيام يوم التاسع مع العاشر، وقد صحَّ عن ابن عباس ــ رضي الله عنهما ــ أنَّه قال: (( خَالِفُوا الْيَهُودَ وَصُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ)). ولمَّا أُخْبِرَ النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ اليهود تصوم اليوم العاشر قال فيما صحَّ عنه: (( فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ)). أي: مع العاشر، مخالفة لليهود. ونحن اليوم نَرى أمرًا سيِّئًا جدًّا مِن جموع غفيرة مِن المسلمين في شتَّى الأقطار، حيث نَرى مسارعتهم إلى مشابهة الكفار في أقوالهم، وأفعالهم، ولباسهم، وأعيادهم، وعباداتهم، وعاداتهم، ومدارسهم، وزواجاتهم، وشركاتهم، وغير ذلك مِن أمورهم وأماكنهم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُم)).

كما يُستحب صيام التاسع من المحرم مع العاشر، روى مسلم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "حين صام رسول اله صلى الله عليه وسلم عاشوراء، وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تُعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإن كان العام المُقبل إن شاء الله، صمنا اليوم التاسع)، قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم". وإنه يومُ شكرٍ لله رب العالمين. فلما كانت النجاة لموسى ومن معه من فرعون وملأه منَّةٌ كبرى في ذلك اليوم العظيم، سارع بصيام ذلك اليوم، فكان بذلك شاكرًا لله تعالى، إذ العمل الصالح شكر لله كبير، قال ربنا: ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13]. وهذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن صام ذلك اليوم، وهذا ما يفعله المؤمنون في كل زمان ومكان اقتداء بنبيهم صلى الله عليه وسلم وطلبا للأجر من الرب الكريم. وقد يقول قائل: في الإِسلامِ أَيَّامٌ وفتوحات وانتصارات، أيام كان فيها نصر وعز، فلماذا لا نصومُها أَو نتعبدُ لله فيها؟ فيقال: إِن من محاسنِ الدين الإسلامي أنه مبني على التأسي والإتباع، لا على الاستحسان والإحداث والابتداع، فربنا سبحانه قال: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ﴾ [الأحزاب: 21].

وقفة مع يوم عاشوراء (خطبة)

وقال:" حسين منِّي وأنا من حسين" أي محبتي له كاملة ومحبتُه لي كاملة. واليومَ إخوةَ الإيمان سنقِفُ بإذنِ الله تعالى عند محطّةٍ من محطاتِ العاشرِ من المحرّم وهي توبةُ ءادمَ عليه السلامُ لنتعلمَ أحكاما عديدةً منها أن ءادمَ عصى ربَّهُ بأكلِه من الشجرةِ وكان ذلكَ قبلَ أن تنـزِلَ عليه النبوّةُ والرسالةُ لأنه إنما نُبِّىءَ بعدَ أن خرجَ من الجنةِ وهذه المعصيةُ ءادمُ تابَ منها يقول الله تعالى:" وَعَصَى ءادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى" ولا تُعدُّ تلكَ المعصيةُ معصيةً كبيرةً لأنَّ اللهَ حفظَ الأنبياءَ من الوقوعِ في الكفرِ، وفي المعاصي الكبيرةِ والصغيرةِ التي فيها خسّةٌ ودناءة، فهذه المعصيةُ التي وقع فيها ءادمُ عليه السلام ليست كفرا ولا كبيرةً ولا صغيرةً فيها خسةٌ ودناءة، يقول الله تعالى:" فَتَلَقَّى ءادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" فتلقى ءادمُ من ربه كلمات، وقد رُويَ عن مجاهدٍ أنه قال:" الكلماتُ: اللهمَّ لا إلهَ إلا أنتَ سبحانكَ وبحمدِكَ ربِّ إنِّي ظلمتُ نفسي فاغفِرْ لي إنكَ خيرُ الرَّاحمين لا إلهَ إلا أنتَ سبحانك وبحمدِك ربِّ إنِّي ظلمتُ نفسي فتُبْ عليَّ إنك أنت التوّابُ الرّحيم "، فيا أخي المسلم إن أسرفتَ على نفسِكَ بالذُّنوبِ والمعاصي فسارِعْ إلى التّوبةِ وخُذِ العِبَرَ ممّا حصلَ في عاشوراء، وتذكّرْ توبةَ ءادمَ عليه السلام، وتذكّرِ الكلماتِ التي قالها ءادمُ عليه السلام، وتفكّر بمعاني الكلماتِ التي قالها ءادمُ عليه السلام، قال: لا إلهَ إلا أنتَ سبحانكَ وبحمدِكَ ، نفى الألوهيةَ عمّا سوى الله وأثبتها لله وحدَه، قال: لا إلهَ إلا أنتَ ، ثمَّ نـزّهَ ربَّهُ عن الشَّبيهِ والمَثيلِ والمكانِ وصفاتِ الخَلْق فقال: سبحانكَ وبحمدِكَ ، حمِدَ ربَّهُ على ما أنعمَ عليه من النِّعَم، ثمّ أقرَّ بما حصلَ منه: ربِّ إنِّي ظلمتُ نفسي ، ثم تذلّل لله نهايةَ التّذلُّلِ طالبا المغفرةَ من الله سبحانه وتعالى: ربِّ إنِّي ظلمتُ نفسي فاغفِرْ لي إنكَ خيرُ الرَّاحمين، ربِّ إنِّي ظلمتُ نفسي فتُبْ عليَّ إنك أنت التوّابُ الرّحيم، وروى البيهقيُّ بإسناده عن عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه أنه قال، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:" لما اقتَرَفَ ءادمُ الخطيئةَ قال: يا ربِّ أسألُكَ بحقِّ محمّدٍ إلا ما غَفَرْتَ لي، فقال الله – وهو أعلمُ لا شكّ- فقال اللهُ وكيفَ عرفتَ محمّدا ولم أخلُقْهُ بعدُ، فقال: يا ربّ لأنكَ لما خلقتَني بيَدِكَ – أي بعنايتِكَ- ونفختَ فِيَّ من روحِكَ – أيِ الرّوحِ المشرّفةِ عندكَ- قال رفعتُ رأسي فرأيتُ على قوائم العرشِ مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلِمتُ أنّك لم تُضِفْ إلى اسمِكَ إلا أحبَّ الخَلقِ إليك".

وصحَّ عن الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ ــ رضي الله عنها ــ أنَّها قالت: (( أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الْأَنْصَارِ الَّتِي حَوْلَ الْمَدِينَةِ: «مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا، فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ» فَكُنَّا، بَعْدَ ذَلِكَ نَصُومُهُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ، وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَنَصْنَعُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ، فَنَذْهَبُ بِهِ مَعَنَا، فَإِذَا سَأَلُونَا الطَّعَامَ، أَعْطَيْنَاهُمُ اللُّعْبَةَ تُلْهِيهِمْ حَتَّى يُتِمُّوا صَوْمَهُمْ)). وإنْ كان دخول شهر الله المُحرَّم ثابتًا، فيُستحب أنْ يُصام مع يوم عاشوراء يوم التاسع مُخالفة لليهود، حيث يقتصرون على صيام العاشر فقط، لِمَا صحَّ عن ابن عباس ــ رضي الله عنهما ــ أنَّه قال: (( صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ»)).

فنحن حين نصوم عاشوراء، إنما نصومه إتباعا لرسولِنا صلى الله عليه وسلم، لا استحسانا من عند أنفسنا، وكيف لا نكون كذلك ورسولُنا وقدوتُنا يقول: (مَن عَمِلَ عَمَلاً لَيسَ عَلَيهِ أَمرُنَا فَهُوَ رَدٌّ). فالمشروع في يوم عاشوراء هو متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أمر، حيث صام يوم العاشر وأمر بصيامه. هذا هو المشروع في عاشوراء، التقرب إلى الله بالصيام. ولكن الغالبية من المسلمين، إذا نظرنا في أفعالهم وأحوالهم يوم عاشوراء رأينا أنهم خصوا هذا اليوم وليلته ببعض العادات، وعَدُّوها من العبادات، كقيام ليلة عاشوراء، واستعمال البخور، والكحل والحناء، وإشعال النار، وزيارة القبور في يومه، وتوزيع الماء وبعض المأكولات، والفرح والزينة والتوسعة على الأهل بألوان الحلوى والمأكولات، وذبح الدجاج وطبخ اللحم وبعض الأطعمة الخاصة، اعتقادا منهم، أنه من لم يفعل ذلك فكأنه ما قام بحق ذلك اليوم. وهذا منشأه الجهل بدين الله، وإعراضُ الناس عن شرع رب العالمين وسنة سيد المرسلين، وانكبابُهم على أعمال شرَّعوها من عند أنفسهم أو قلدوا فيها آباءهم الأولين. فهم لا يعتمدون في عباداتهم لا على كتاب الله ولا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يعتمدون على ما وَرِثوه فقط عن آبائهم وأجدادهم، وهؤلاء كمِثل من قال فيهم ربنا: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ﴾ [المائدة: 104].

عباد الله: لقد تكاسل وتشاغل أكثرنا عن صيام التَّطَوع، رغم ما ورد في شأنه مِن أحاديث نبوية عديدة، مبيِّنةٍ لأنواعه، ومرغِّبةٍ فيه، ومعدِّدةٍ لثماره، وما فيه مِن حسنات كثيرة، وأجور كبيرة، وتكفير للسيئات، ومكاسب طيبة تنفع العبد في دنياه وأُخْراه. وإنَّكم الآن لتنعمون بالعيش في أحد الأربعة الأشهر الحُرم، بل في أوائل شهر الله المحرم الذي هو أفضل شهور السّنة صيامًا بعد شهر رمضان، إذ صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ)). فأكثروا الصيام في هذا الشهر، واحرصوا شديدًا على العاشر مِنه، والذي يُعرف بيوم عاشوراء، فصوموه، وصَوِّمُوا معكم أهليكم صغارًا وكبارًا، ذكورًا وإناثًا، فإنَّ في صيامه تكفير ذُنوب سَنة كاملة، حيث صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ)). وصحَّ عن ابن عباس ــ رضي الله عنهما ــ أنَّه سُئل عن صوم يوم عاشوراء فقال: (( مَا عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ يَوْمًا يَطْلُبُ فَضْلَهُ عَلَى الْأَيَّامِ إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ)).

خطبه الجمعه عن يوم عاشوراء

ونُذكركُم إخوةَ الإيمان بسُنّية صيامِ يومِ عاشوراء لما ورد عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في ذلك من أنه صامه وأمر بصيامه وقال:" لئنْ عِشتُ إلى قابلٍ لأصومنَّ التاسع " أي معَ العاشر. اللهم أمدّنا بأمداد الأنبياءِ وانفعنا ببركاتهم واحشُرنا تحت لواءِ سيّدِ الأنبياء وأفضلِهم سيدِنا محمّدٍ صلى الله عليه وسلم. هذا وأستغفر الله لي ولكم.

  • كيف يكتب خبر صحفي صالح للنشر لغتي سادس - المُحيط
  • بحث عن السفر بالانجليزي
  • الجسر السعودي المصري
  • استعادة البيانات وزارة الصحة
  • كوادر تعليم جدة
  • وقفة مع يوم عاشوراء (خطبة)
  • الهلال بطل دوري جميل
  • طريقة عمل سيرة ذاتية بالانجليزي
  • شاص لايف فور سبيد

وصحَّ عن ابن عباس ــ رضي الله عنهما ــ أنَّه قال: (( خَالِفُوا الْيَهُودَ وَصُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ)). وإنْ كان دخول الشهر مشكوكًا فيه، فيُستحب أنْ يُصام ثلاثة أيَّام، يوم العاشر، واليوم الذي قبله وهو التاسع، واليوم الذي بعده وهو الحادي عشر، ليتحقق العبد أنَّه قد صام يوم عاشوراء، ونَال أجر تكفير ذُنوب سَنة كاملة، وهو المنقول عن ابن عباس ــ رضي الله عنهما ــ مِن الصحابة، وقول الأئمة: ابن سيرين، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وغيرهم. إنَّ مِمَّا يدُل على عِظم شأن شهر الله المُحرَّم، وشأن يوم عاشوراء، هذه الأمور الأربعة: الأوَّل: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سمَّى المحرم شهر الله، وإضافته إلى الله تدل على شرفه وفضله، لأن الله لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته، قاله الحافظ ابن رجب – رحمه الله -. والثاني: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم جعَل الصيام في شهر الله المحرم أفضلَ الصيام بعد شهر رمضان. والثالث: أنَّ صيام يوم عاشوراء كان واجبًا في أوَّل الإسلام، قبْل أنْ يُفرَض صيام شهر رمضان على الناس، فلما فُرِض رمضان نُسِخ الوجوب، وأصبح صيام عاشوراء سُنَّة. والرابع: عِظَم الأجر على صيام يوم واحد مِنه، ألا وهو يوم عاشوراء، حيث يُكفِّر ذنوب سَنة كاملة، وهي السَّنَة التي قبله.

  1. مراجعة رياضيات للصف السادس الفصل الثاني

الرسوم الجديدة على الوافدين, 2024 | Sitemap